You are currently viewing هل سيقضي الذكاء الصناعي على مهنة التصميم؟

هل سيقضي الذكاء الصناعي على مهنة التصميم؟

هل سيستبدل الذكاء الصناعي عمل المصممين؟

وهل مهنة التصميم تواجه أزمة بقاء؟

وهل هي كمهنة في طريقها للزوال؟

الحقيقة أن الشيء الذي أعرفه وأن الجواب المتأكد منه هو أن الحياة متغيرة وأن التغيير هو سنة ثابتة من سننها

هناك مهن هي الآن على رأس هرم التهديد بالزوال، والزوال القريب.

بالنسبة للتصميم هو (حسب هذه الدراسات) في آخر القائمة نظراً لأنه من الأعمال الفنية التي تتسم بالإنسانية.

ما لفت نظري قبل أسبوع تقريبا من وقت كتابة هذه المقال أحد أهم مجموعات التصميم العربية على فيسبوك وقد منعت أعضائها من نشر أي شي على المجموعة يخص التصميم بالذكاء الصناعي، 

قبل قرار المنع، كنت أراقب تعليقات هذه المجموعة -بتبسم- والتعليقات لم يخفى فيها الخوف والغضب من النتائج المبهرة التي تبدو من الصور المنشورة والتي كانت تحتاج ووقتاً وجهداً من المصمم وهي تنجز الآن كالسحر بكبسة زر.

طبعاً وكوني شخصياً مصمم قبل أن أكون متابع ومهتم بتقنيات الذكاء الصناعي أستطيع تفهم هذا الخوف الذي وصل لحد منع النشر.

الشيء الذي أستطيع أن أقوله وأنا بكامل الثقة والجزم وبغض النظر عن “هل مهنة التصميم تحت التهديد الحقيقي أم لا” أن التغيير لا يستأذن أحداً، دعونا نتذكر مصير شركة كوداك رائدة التصوير بالعالم لـ 133 عاماً حين قللت من شأن التحول الرقمي للكاميرات ثم آلت للإفلاس بلا رحمة، وما قصة صعود شركة نوكيا الفنلندية عنا ببعيدة حين أصرت على نظام التشغيل الخاص بها وتجاهلت الصعود الناري لنظام التشغيل أندرويد ونعرف ما حل بالشركة بعد ذلك. 

ولنذكر أيضا شركة بلوك باستر لتأجير الأفلام عن طريق إرسال شرائط الفيديو بالبريد والتي تجاهلت التحول الرقمي الكاسح لمجال الأفلام ثم سيطرة نتفلكس على سوق الأفلام.

القاسم المشترك بين هذه التجارب جميعها هي أن الشركات كانت جامدة أمام التغيير.

وهنا يبرز السؤال: “هل يجب وقف خطورة زحف الذكاء الصناعي باتجاه الكثير من المهن والتي يهدد اصحابها بالبطالة والافلاس؟

للجواب دعونا هنا نتذكر بعض الأمثلة من الماضي، مهنة الحمال أو “الطمبرجي” التي بدأت بالاندثار في أواخر القرن الثامن عشر مع اختراع السيارات وانتشارها، هل استطاع الحمالون الوقوف في وجهها؟

ولنتذكر أيضا انتشار الفضائيات والديجيتال، وما حملته للبيوت من إضاعة للوقت والمال ونشر التفاهة، هل أفلحت حملة واحدة من الحملات المقاطعة لها؟ في حين بحث البعض عن سبل الاستفادة منها كإنشاء فضائيات دعوية وثقافية وعلمية.

ولنقترب أيضا بالزمن لوقت انتشار الانترنت في البلاد العربية -على المستوى الشعبي- وما حمله أيضا من مخاطر وما سببه في اندثار الكثير من المهن وافلاس الكثير من الشركات، ومئات الاختراعات التي أحالتها بلا فائدة كالفاكس والبريد الورقي الحوالات الورقية، وخدمات الاتصالات الدولية، والفضائيات وغيرها.

بربكم هل أفلح أي جهد في الوقوف في وجه زحف الانترنت؟ طبعا الجواب لن أخبركم به أنا بل ستخبركم به الثلاجة في المطبخ والمكيف الجداري التي أصبحت جميعها متصلة بالإنترنت وتوشك أن تتكلم كمساعد غوغل وأمازون في ما يعرف الآن بحقبة انترنت الأشياء.

خلاصة القول ونتيجة الكلام، أنه وسواءً منعنا منشورات المصممين التي تستعرض أعمال الذكاء الصناعي المبهرة أم لا، وسواءً دسسنا رؤوسنا في التراب سيأتي يوم على هذا النوع من المصممين كيوم كوداك ونوكيا.

أنت الان بالخيار أمام الوقوف في وجه التغيير (حظاً موفقا إن كنت تستطيع) أو أن تجاري التغيير وأن تمتلك القدرة والمرونة على تعلم تقنيات الذكاء الصناعي لما يخدم التصميم وأن تستطيع تطويع قدرات الذكاء الاصطناعي لإنتاج التصميم نفسه، فلا زال حتى الآن وسيظل الذكاء الصناعي لفترة غير قليلة بحاجة لخبراء وممارسين لتشغيلها ومعظم العملاء ليسوا كذلك، وإن كان دارون يدّعي في نظرية التطور أن البقاء للأصلح، ففي عالم الأعمال في عصر التكنولوجيا البقاء حتما للأكثر مرونة والأكثر تجاوباً للتغيير.

وأخيراً أنوه أنه تمت كتابة هذه المقالة باليد، في الوقت الذي بدأ الذكاء الصناعي فعلياً وبقوة باستبدال كتّاب المقالات بمقالات مكتوبة بالكامل عن طريقه، لم أملك الغضاضة أن يقوم الذكاء الصناعي بمنافسة هذه المقالة بمقالة عن نفس الموضوع أكثر نفعاً لكم وأكثر موثوقيةً ولكني أضمن لكم أنها خرجت من القلب في حين لن تجدن له قلباً ولا روحاً.

الكاتب
Anas Arab

يسمح بالنسخ والنشر فقط مع الإشارة للمصدر مع وجود رابط لصفحة المقالة الأساسية.
صورة المقالة مولدة بالكامل بالذكاء الصناعي دون أي تعديل

المصادر:

https://www.springboard.com/blog/data-science/10-jobs-at-risk-of-being-taken-over-by-artificial-intelligence/

https://www.youtube.com/watch?v=B1uXyd1INb8

Leave a Reply